الأحد، 23 ديسمبر 2012

أمهات قتلى الجيش السوري في اللاذقية يصرخن


عاد علاء، 21 عاما، إلى أهله، في محافظة اللاذقية، جثة هامدة بعد يومين من الانتظار عقب إبلاغهم خبر مقتله في منطقة حرستا بريف العاصمة دمشق.

تبكي والدته، من إحدى قرى مدينة جبلة الساحلية ذات الغالبية العلوية، قائلة لموقع سكاي نيوز عربية "لم يمر عليه شهران منذ سحبه إلى الخدمة الاحتياطية لدى الجيش السوري.. ويل قلبي هو صغير.. قال لي إن من يذهب إلى هناك لايرجع أبدا.. لكني طمأنته ودعيت الله أن يحميه لكنه استشهد هناك..".

بين بكائها واسترحامها على روح ابنها، تتوقف أم علاء لوهلة تشكر الله أن جسد ابنها عاد إليها في حين جارتها في القرية لم تتمكن من استعادة جثمان ابنها لأنه "أصبح أشلاء" على حد قولها.

وقالت أم علاء "أشكر الله أن جثمان ابني عاد إلي لأدفنه في التراب.. فإكرام الميت دفنه.. الله يكون بعون أم محمد ابنها لم ولن يعيدوه إليها لأنه أصبح أشلاء.. لم يجدوا منه شيء!".

وقالت الناشطة ندى، علوية من قرى اللاذقية "هناك غضب شديد لدى أغلب العائلات.. يكاد لايخلو منزل في الساحل السوري من قتيل أو جريح أو مشوه.. العائلات بدأت تطالب بترك أبنائها وعدم زجهم في حرب يقتلون فيها كل يوم".

وأضافت "كثير من العائلات بدأت تقول اتركوا أبناءنا لنا ليدافعوا عنا وعن قرانا".

من جانبه الناشط عصام، 26 عاما من إحدى قرى جبلة، تحدث عن "سحب بعض الأبناء الوحيدين إلى الخدمة الاحتياطية في الجيش رغم مخالفة ذلك للقانون الذي يقول بعدم تجنيد من وحيد لأمه".

وأضاف لموقعنا "لدي ابن عمي وبه مس منغولي يبدو واضح من شكل رأسه وعينيه إلا أنه سحب إلى الخدمة الاحتياطية"، ويضيف "يبدو أن النظام بات يسحب الشباب لصفوفه دون الشروط.. والويل لكل من يتخلف أو يفكر بذلك".

وبث ناشطون على يوتيوب من قالوا إنها أم أحد الضباط العلويين بالجيش السوري، الذين قتلوا في الاشتباكات وهي ترثي ابنها بالمواويل الشعبية وتبكيه.

ومن خلال غنائها الباكي تقول الأم "اتصل بي وكان يبكي فسألته إذا كان مصابا فنفى ذلك وقال باكيا إن السلاح نفذ منهم.. لا تعاودي الاتصال بي".

ثم تنهار الأم على ضريح ابنها باكية.

وتداول ناشطون على مواقع النواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، صورة من مطار مدينة جبلة الساحلية لطائرة تحمل جثامين قتلى القوات الحكومية، وتبدو الطائرة محاطة بسيارات الإسعاف التي تحمل التوابيت إلى القرى.

 

كما تداول ناشطون صورة مسربة لما قالوا إنها من داخل أحد المستشفيات العسكرية في سوريا، ويظهر فيها عدد من التوابيت الملتفة بالعلم السوري على جانبي الممر داخل المبنى.

 

صورة من داخل أحد المستشفيات العسكرية السورية تظهر التوابيت على طرفي الممر لقتلى القوات الحكومية

وقال الناشط شادي، من الطائفة العلوية، لموقعنا إن الرئيس السوري "بشار الأسد عمل جاهدا على إظهار أن ما يحدث في سوريا هو حرب طائفية فيما ما يحدث حقيقة كان ثورة مدنية تحول قسم منها إلى حراك مسلح لمواجهة الهجوم الشرس والدامي على أول حراك سلمي احتجاجي ضد النظام الأسدي".

وأضاف "نحن لسنا محرقة ليستمر هو بحكمه.. لطالما عانينا من تهميشه وظلمه لنا.. والآن هو يستمر على أرواح قتلانا… أنا علوي وكثر مثلي نرفض أن يتم حسابنا على النظام الساقط.. نحن أحرار وأخوة في الوطن والحرية والثورة".

يذكر أن علويين شاركوا منذ بداية الاحتجاجات منتصف مارس 2011، في المظاهرات المعارضة للرئيس السوري، كما عملوا كناشطين ميدانيين، إلى جانب العمل في الإغائة، وأطلق قسم منهم صفحات عديدة على فيسبوك مناهضة للأسد، كما وقعوا العديد من البيانات التي تدين ما أسموه "إجرام النظام"، بالإضافة إلى مشاركتهم بعض ألوية الجيش الحر.

وكان أهالي قرية بسيسين، إحدى القرى العلوية في الساحل السوري، اشتبكوا مع قوات الأمن على خلفية رفض الأهالي إرسال أبنائهم إلى خدمة الاحتياط في قوى الجيش أواخر أكتوبر الماضي.

حيث اعتمد النظام السوري سياسة طلب الذكور لخدمة الاحتياط، أو إلى عدم تسريح من أنهى الخدمة العسكرية الإلزامية، لدعم قواته عقب انطلاق الاحتجاجات التي عمت البلاد، حسب ناشطين في الداخل السوري.

وذكرت مصادر متفرقة أن عدد القتلى من الطائفة العلوية بلغ أكثر من 20 ألف شخص.

ومن أهم ناشطي الحراك من الطائفة العلوية، التي ينتمي لها الرئيس السوري، السيناريست فؤاد حميرة، الكاتبة سمر يزبك، الناشطة خولة دنيا، الممثلة لويز عبدالكريم، الفنان جمال سليمان وغيرهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق