الأربعاء، 2 يناير 2013

تقنيات تجسس إيرانية – روسية توقع السوريين في فخ الاعتقال


مئة وواحد وستون ألف سوري اعتقلهم نظام الأسد خلال العام الماضي، بينهم آلاف قضوا تحت التعذيب، إحصاء أعلنته شبكات ناشطين مناهضين لنظام الأسد، ولغة الأرقام في سوريا لا تشبه علوم الرياضيات التي برع فيها إبن الهيثم الدمشقي، فهي اليوم ممرغة بالحرية والدماء، وفي وقت يعجز فيه الناشطون والحقوقيون عن حساب عدد الذين اعتقلهم النظام عن طريق وقوعهم في فخ مكالمات عبر الهاتف النقال رصدتها الأجهزة الأمنية.
قام النظام بتجنيد عملائه للتجسس عبر المشاركة في التظاهرات السلمية وتصوير الناشطين لتقوم المخابرات بالبحث عن سيرهم الذاتية وبياناتهم من خلال صورهم وتعمم أسماءهم على الحواجز العسكرية المنتشرة في أغلب المناطق، وكانت هذه الإجراءات خلال بدايات الثورة السورية التي اندلعت في آذار عام 2011.
 “جي إس إم” تقنية تحدد مكان المتصل
ومع تقدم الثورة وانتشارها في أصقاع البلاد لجأ “أمن الأسد الإبن” إلى تطوير أساليبه في اعتقال الناشطين، ويوضح رامان كنجو الناشط السياسي ومسؤول العلاقات العامة لتجمع حماة الثورة: “تتعقب أجهزة الأمن المكالمات الواردة من الدول الخارجية ورالرسائل الواردة والمكالمات الداخلية وذلك من خلال تسجيل صوتي على جهاز متطور يعمل ليلاً ونهاراً على تسجيل مكالمات الناس والناشطين.
ويؤكد “كنجو”، من خلال تسريبات مهندسي الاتصالات داخل شركة “سيريا تيل” التي يملكها رامي مخلوف إبن خال الأسد، أن هناك ميزة في نظام إرسال الخليوي وتسمى ( جي إس إم )، حيث يقوم عند إرسال أو استقبال رسائل نصية بتحديد مكان الجهاز ونوعية الجهاز من خلال أقرب برج من أبراج التغطية أو الإرسال، وهذه الميزة مثل الرسائل النصية لا يشعر بها صاحب الجهاز كما لا يشعر باهتزاز جواله، أو أية إشارة بوصول الرسائل، فتقوم المخابرات عبر هذه التقنية بتحديد مواقع الناشطين لاعتقالهم، كما تحدد إحداثيات أهداف قصفها الدموي بشقه الممنهج.
 “شجرة المعرفة” لمطاردة الثوار
ويتحدث “كنجو” عن ( شجرة المعرفة ) وهو مصطلح أكثر أهمية بالنسبة للمخابرات، ولا يعرفه إلا المختصون بالاتصالات، ويوضح: “تعمل هذه التقنية على تسجيل وتخزين سجلات المكالمات للرقم حسب أولوية مكالماته، كأكثر الأرقام الواردة في هاتف ناشط معين، أو رصد تكرار إتصال برقم محدد، والذي يكون في أعلى القائمة، وأقل من المرتبة الثانية، والنظام يستفيد من هذه الميزة بتسهيل ملاحقة الأرقام المراقبة والموضوعة على قائمتهم السوداء.
يستخف السوريون بمدى ذكاء مخابرات الأسد من تجاربهم اليومية معهم عبر عقود، وأن اندلاع الثورة قد أظهر ترسخ ضعفهم المهني، ما أدى إلى وقوع مئات الناشطين في فخ الاعتقال لأنهم غفلوا في لحظات الشجاعة المفرطة أن تكنولوجيا التجسس عبر الهواتف النقالة التي بحوزة المخابرات السورية ليست سوى مساعدات مجانية قدمتها الصناعة الإيرانية والروسية لآل الأسد لكي يقمع ثورة السوريين قبل أن تتدحرج كرة الثلج والحرية إلى ما وراء الخطوط الحمراء !..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق