الاثنين، 24 ديسمبر 2012

الدولار بـ100 ليرة سورية


اخترق الدولار حاجز المئة ليرة سورية حيث تراوح بين 100 و102 ليرة، ليعيد إلى الأذهان يوم 8 آذار 2012 حين خسر المواطن نصف مدخراته من عامين إلى الآن، بعد أن وصل سعر الصرف إلى 110 ليرة في حلب، ومئة ليرة في دمشق.

 والفارق بين ذلك التاريخ واليوم يتمثل في سعر الصرف الرسمي، فحين كسر الدولار في آذار الماضي حاجز المئة ليرة، كان سعره في نشرة مصرف سورية المركزي بحدود 50 ليرة أي بفارق بين الرسمي والسوداء يصل إلى 100 %، حيث كان النظام مازال يكابر ويعيش حالة إنكار لتراجع قيمة الليرة، لكن الحال اليوم يختلف فتجاوز الدولار عتبة الـ 100 ليرة، يترافق مع بلوغه رسمياً 76.80 ليرة، أي بفارق تقريباً 24 %، ما يعني اعتراف رسمي يتراجع القوة الشرائية للعملة المحلية بما يقارب الـ 65 %، بينما واقع السوق و سعر الصرف في السوداء وحال أسواق السلع يشير إلى أن التراجع في القوة الشرائية لا يقل عن 80 %.

 ويرى خبير اقتصادي أن لهذا الارتفاع التدريجي أثراً سلبياً على الاقتصاد، كونه لا يأتي بفعل مضاربات على الليرة، ولا يأتي كطفرة استثنائية، لكنه جاء كمعبّر عن حال الاقتصاد السوري، واستمرار المواطن في الهروب من عملته، واستبدالها، ويكفي الاعتراف الرسمي برقم عالٍ وقياسي لسعر الصرف لنعرف حجم الهوّة بين العرض النقدي من العملة المحلية، وما يقابلها من طلب على القطع الأجنبي، فبدلاً من أن يلحق دولار السوق السوداء السعر الرسمي، حدث العكس حيث بدأ الدولار الرسمي بالارتفاع ليصل قريباً من سعر السوق السوداء، التي باتت أكثر صدقاً وواقعية من أرقام مصرف سورية المركزي. 

 ومن ناحيةٍ ثانية، يرى الخبير خطورةً على قدرة المواطن الشرائية، في ظل ثبات الدخل وارتفاع نسب التضخم، والاحتكار السلعي، وتوقف عجلة الإنتاج، كل ذلك لا يحفظ قيمة العملة في فئاتها، لكنه في الوقت ذاته يعتبر أن الحل ربما يكون سياسياً وليس اقتصادياً أو نقدياً، أي أن إنقاذ الليرة سيأتي وفقاً لصفقات وأوراق سياسية تسهم بها الدول المقربة من النظام، لكن هذا الحل مرهون بمدى ثقة هذه الدول باستمرار النظام.

 ولأن الذهب خير منبئٍ عن حقيقة سعر الصرف، ففي مقابل الدولار، ارتفع سعر الذهب في سوريا رغم انخفاضه عالمياً ليصل غرام 21 إلى 4500 ليرة، وفي مقارنة بين سعرين فإن غرام الذهب حين كان سعر الأونصة عالمياً 1698 دولار وصل غرام الذهب عيار 21 في سوريا إلى 4425 ليرة، وكان الدولار يومها 94 ليرة، أما حالياً فسعر غرام الذهب في سوريا بلغ 4500 ليرة عيار 21 في حين انخفض سعر الأونصة عالمياً إلى 1647 دولار، ما يعني أن سعر الدولار تجاوز المئة ليرة في السوق السوداء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق