الخميس، 20 ديسمبر 2012

"ذي غارديان": احوال بعض انحاء سوريا اسوأ من اوضاع سراييفو وغروزني في اي وقت

عقبت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم الخميس على محنة اللاجئين السوريين والفلسطينيين، سواء من هم منهم داخل البلاد او خارجها في تقرير كتبه مراسلها مارتن تشولوف الذي يغطي انباء الصراع السوري ميدانياً. ويقول تشولوف ان الامم المتحدة تقدر ان الحاجة تدعو لتخصيص 5،1 مليار دولار لاغاثة اولئك اللاجئين فيما يتدهور الوضع الانساني في سوريا. وهنا نص التقرير:

"اذا كان قد بقي اي شك في ان الازمة في سوريا خطيرة وتتحول الى الاسوأ، فان قرار الامم المتحدة اطلاق نداء خاص لجمع اكبر مبلغ للاغاثة قد بدد هذا الشك.

وقد وجهت الامم المتحدة التي تقدر انها ستحتاج الى 5،1 مليار دولار لابطاء "الوضع الانساني المتدهور" في سوريا، نداءها بعبارات قوية على غير العادة.

والحقائق على الارض مقلقة ولا يمكن دحضدها. ذلك ان 5،1 مليون شخص على الاقل، وربما 2،2 مليون نسمة، مشردون داخلياً، وهذا العدد يزداد يومياً.

على مدى الايام الثلاثة الاخيرة وحدها فر من يقدر عددهم بـ000،150 فلسطيني من اكبر مخيم للاجئين في سوريا. ويقال ان آلافاً من الفلسطينيين في المخيمات الـ11 الاخرى يفكرون في المغادرة فيما يدفعهم العنف للخروج من ملاجئهم.

وتقزم اعداد اللاجئين السوريين المتنقلين حالياً، اذا اخذت جماعياً، اي ازمة لاجئين في الذاكرة الحديثة. فهم يفرون من مدن تحولت الى غيتوات، في بادىء الامر نتيجة للدمار الشائع الذي نجم عن القصف من جانب النظام، وفي الآونة الاخيرة جراء قتال لا يتوقف من الجانبين (النظام والمعارضة) يهدم مدناً تاريخية ويجوع سكانها.

وصارت حلب ومحيطها الآن من اكثر المناطق جوعاً على الكرة الارضية. واولئك الذي هربوا فعلوا ذلك لكي يبقوا على قيد الحياة- وليس فقط بسبب القصف. وتبدو على وجوه الباقين في شرق المدينة الذي يحتله الثوار علائم النحافة التي تبدو عادة على من تنقصهم التغذية، كما ترتسم في عيونهم نظرات متوسلة تأمل بانتهاء مأساتهم.

بعض انحاء حلب، وقسم كبير من حمص وحتى بعض اجزاء دمشق صارت الآن في وضع اسوأ مما كانت عليه حتى سراييفو او غروزني في اي وقت. وتحاول الامم المتحدة جمع 520 مليون دولار لتلبية احتياجات 4 ملايين نسمة، اي ما يقرب من ربع مجموع سكان سوريا، الذين تعتقد انهم قد يكون بحاجة للمساعدة بحلول الصيف المقبل.

وستدعو الحاجة الى مليار دولار علاوة على المبلغ السابق لتلبية احتياجات نحو مليون من اللاجئين الذين فروا الى دول مجاورة. ويقرب العدد من ضعف عدد اللاجئين المسجلين في تركيا، والاردن، ولبنان والعراق ومصر.

وقال رضوان نصير منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية لسوريا: "يدور العنف في سوريا في كل انحاء البلاد ولم تعد توجد تقريبا مناطق اخرى آمنة يمكن للناس ان يهربوا اليها ويجدوا الامان".

ولا بد من القيام بالكثير من العمل لتحويل الدولارات المنشودة الى شحنات مساعدات ذات معنى. اذ ثمة حاجة ماسة لاقامة مراكز قرب نقاط الحدود. ويجب التوصل على جناح السرعة الى اتفاقات مع جماعات المعارضة لتأمين خطوط امدادات. وتدعو الحاجة للاقدام على مجازفات سياسية، ليس من جانب القادة العالميين وحسب، ولكن ايضا من جانب رؤساء المنظمات الانسانية انفسهم والذين يجيدون التعرف على الاحتياجات ولكنهم يتخلفون عن تلبيتها جراء مراعاتهم لبروتوكولات تكون يمثابة نقاط اختناق.

ويجب ايضاً اتخاذ قرارات كبيرة في اماكن اخرى فيما تتدحرج سوريا اكثر فاكثر نحو كارثة. اذ ان لبنان له طاقة محدودة لاستيعاب فلسطينيين هاربين. ولا يبدو ان الاردن يريدهم. والرحلة الى تركيا محفوفة بمخاطر شديدة.

وقد طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة السماح للفلسطينيين الفارين بدخول الضفة الغربية. وتحتاج الخطوة الى موافقة اسرائيل التي تتحكم بالحدود، ولكنها لم تستجب حتى الآن.

بحلول الظلام الاربعاء، كان ما زال يتعين ادراج النداء لدى وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) التي تتعامل مع قضايا اللاجئين في المناطق (المحتلة).

والرهانات في سوريا ضخمة ويعتبر ادراك الامم المتحدة لنطاق الازمة لحظة تاريخية. ولكن الفشل في تقديم العون في وقت قريب سيعني ان المنعطف التالي يمكن ان يكون اسوأ". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق