الخميس، 27 ديسمبر 2012

محمد الشعار “يفرّ” من سرير العلاج إلى دمشق خشية ملاحقة قضائية


في الوقت الذي كلّف فيه لبنانيون المحامي طارق الشندب برفع دعوى قضائية بحق وزير الداخلية السوري محمد الشعار لعلاقته بمجزرة باب التبانة في لبنان عام 1986، كان الشعار يحزم أمتعته ليغادر لبنان بينما كان يتلقى العلاج في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.

أوكلت مجموعة من أهالي ضحايا باب التبانة الذين سقطوا في مجزرة العام 1986، التي ارتكبت بحقّ مئات الأبرياء في منطقة باب التبانة على أيدي عناصر من الجيش السوري، الى المحامي طارق شندب رفع دعوى أمام النيابة العامة الإستئنافية في الشمال ضدّ وزير الداخلية السوري محمد الشعار الذي كان في حينها مسؤول جهاز الأمن والاستطلاع في الشمال.
واكد المحامي شندب الذي قدم إخبارا ضد الشعار بتهمة ارتكاب جرائم ابادة في الشمال، ان الشعار مسؤول عن قتل وتعذيب الكثيرين ومن الضروري ان يحاكم، وطلب من القضاء المعني ان يكون جديًّا في هذا الموضوع ولا ينأى بنفسه عن هذا المطلب.
كما اوضح ان بعض الاهالي تقدم شخصيا بإخبار ضد الشعار وبعضهم كلفه ليتقدم عنهم الى القضاء، مشددا على ان الوقت الحالي هو الانسب لتقديم هذه الإخبارات، موضحا ان احدا من السياسيين لم يتدخل لمنعه عن تقديم الاخبار.

وقال شندب “طُلبَ مني من قبل عدد من أهالي الضحايا والمتضررين التقدّم بهذا الإخبار وهم سيرفقونه بادعاءات شخصية ضدّ الشعار بسبب تواجده في لبنان حالياً ولأن أيّ جرم يرتكب بحقّ لبناني وموجود في لبنان تتمتع النيابة العامة بالصلاحية لملاحقته”، معتبراً “أن الشعار مسؤول عن تعذيب وقتل كثيرين وهو واحد منهم”، مؤكداً “أن ليس هناك أي طرف سياسي طلب منه رفع هذه الدعوى”.
وطالب “القضاء بأن يكون جديّاً في هذا الموضوع وأن لا ينأى بنفسه عن التدخل في الأمور القضائية لأنه من الضروري فصل القضاء عن السياسة”، داعياً الى “عدم الاستخفاف بهذه القضية خصوصاً أن بيد الأهالي براهين سيظهرونها تباعاً”.

من جهةٍ أخرى، غادر الشعار، الذي كان يمتثل للعلاج في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، على متن طائرة خاصة، بعد ظهر اليوم، متوجهاً الى دمشق.
و كان الشعار وصل على متن طائرة، أفادت معلومات بأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أعطى تعليماته بالسماح بهبوطها لأسباب إنسانية وطارئة، وعند وصوله إلى المستشفى، أفادت مصادر لـ”إيلاف” أنه كان مصاباً بجروح وحروق في أنحاء كثيرة من جسمه، وأن بعض حروقه كانت من الدرجة الثالثة (وهي الدرجة الأخطر) كما أن التشخيص الطبي لحالته لحظة وصوله كان ما يعرف بالـ “Polytrauma” وهو التعبير الطبي المستخدم للدلالة على شخص مصاب بحروق وجروح على درجة عالية من الخطورة.
وبقي الشعار في مستشفى الجامعة الأميركية تحت حماية أمنية يوفرها جهاز الأمن العام اللبناني، الذي يقال إن ولاء قيادته لـ”حزب الله”.

ووصف عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” سياسة الحكومة حيال استقبال وزير الداخلية السوري، محمد الشعّار قائلاً إن “سياسة النأي بالنفس أكذوبة كبيرة إخترعها نجيب ميقاتي”.
وأشار علّوش إلى أن “ميقاتي إخترع أكذوبة النأي بالنفس ليداري ضعفه من جهة، وليثبت ولاءه للمعسكر الذي أوصله إلى رئاسة الحكومة بعد انقلابه السياسي على حلفائه في الانتخابات النيابية (تيار المستقبل) لأن ميقاتي يدرك أنه ساقط سياسياً وإنسانياً”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق