الاثنين، 10 ديسمبر 2012


محادثات «بناءة» وتقارب بين واشنطن وموسكو والإبراهيمي في جنيف

بينما عادت موسكو مجددا أمس لتؤكد أنها لا تتمسك ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا، وأنها «لا تجري أي مباحثات حول مصير الأسد»، أعلنت الأمم المتحدة في بيان أن محادثات «بناءة» حول الأزمة السورية جرت أمس في جنيف بين الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وممثلين عن روسيا والولايات المتحدة.

وتمثلت روسيا بنائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف والولايات المتحدة بمساعد وزيرة الخارجية ويليام بيرنز.

وهذا اللقاء جاء إثر الاجتماع الثلاثي الذي عقد في السادس من ديسمبر (كانون الأول) في دبلن بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإبراهيمي.

وقال بيان للإبراهيمي إن «الاجتماع كان بناء وعقد في جو من التعاون».

وسعى المشاركون فيه إلى العمل على «دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لصالح حل سياسي للأزمة السورية». وأخيرا، أضاف البيان أن الأطراف الثلاثة «أكدوا مجددا» أن «الوضع في سوريا سيئ ويستمر في التفاقم».

ورأى الأطراف أن «عملية سياسية لوضع حد للأزمة في سوريا أمر ضروري ولا يزال ممكنا».

وجاء ذلك بينما توقع كل من رئيس وزراء قطر والأمين العام للجامعة العربية حصول تقارب في المواقف بين واشنطن وموسكو إزاء الأزمة السورية، وذلك خلال محادثات جنيف الحالية.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من الدوحة إن «هناك محادثات تجري بين الولايات المتحدة وروسيا بمشاركة الممثل المشترك (الإبراهيمي)، وهذه المحادثات مستمرة اليوم (أمس) في جنيف، ومعلوماتي أن الهدف منها هو البناء على ما جاء في البيان الختامي في اجتماع جنيف في 30 يونيو (حزيران) الماضي في بدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال العربي إن «الهدف (من هذه المباحثات) إعداد قرار يصدر عن مجلس الأمن»، مضيفا أنه «ما إن يصدر (القرار) ستكون رسالة واضحة للنظام بأن الحماية سقطت».

واعتبر العربي أن المعارضة السورية «يمكن أن تشكل بديلا لتولي النظام في الوقت المناسب»، ودعا جميع الدول التي لها علاقات بفئات المعارضة إلى «إقناعها بالتكاتف في هذه المرحلة الحاسمة لأن الموضوع دخل إلى دمشق»، في إشارة إلى وصول المعارك إلى قلب العاصمة السورية.

وخلص العربي إلى القول «من دون مبالغة دخلنا في المراحل النهائية» للأزمة السورية.

من جهته، قال رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لدى افتتاحه أمس في الدوحة اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري التي يترأسها: «نأمل من الاجتماعات التي تقوم في الوقت الحاضر بين الولايات المتحدة وروسيا التوصل إلى فهم مشترك لما يجري في سوريا حتى يقوم مجلس الأمن بمسؤولياته حسب ما تتطلبه الظروف في سوريا»، وأضاف «نأمل إن شاء الله إن كانت هناك حكمة وبقية صواب، أن يحتكم القائمون في سوريا للعقل والمنطق، ومحاولة وقف ما يجري فورا والدخول في عملية انتقالية واضحة تضع حدا لحمام الدم في سوريا».

وقال الشيخ حمد أيضا إنه «منذ بدأت الأحداث والاجتماعات في الدوحة كنا نتمنى أن ينحل الموضوع بالود، لكن بعد كل هذا الدمار والدماء التي سالت يجب أن نقف ونقول كفى ويجب أن يكون هناك انتقال للسلطة»، وتابع «نحن نثق بالمبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي ونتمنى أن يتوصل مع الدول الخمس الدائمة العضوية إلى فهم مشترك لتطبيق القرارات العربية والدولية والاتفاق على رحيل النظام وتشكيل حكومة وحدة وطنية».

وجاءت تطورات أمس بعد ساعات من تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول أن بلاده لا تتمسك ببقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا. وقال لافروف في التصريحات التي أدلى بها على هامش الطاولة المستديرة التي عقدت تحت عنوان «روسيا والعالم المتغير» أمس إن بلاده «ليست متمسكة بالأسد أو بأي شخصية أخرى». وأكد الوزير الروسي أن «موسكو لا تجري أي مباحثات حول مصير الأسد»، نافيا بذلك تكهنات عن أن موسكو تعد لخروج محتمل لحليفها من السلطة. بينما وصف جميع المحاولات لتصوير هذه القضية بشكل مغاير بأنها «محاولات غير نظيفة» حتى بالنسبة لدبلوماسية البلدان التي «من المعروف سعيها لتشويه الحقائق»، على حد تعبيره.

وأشار لافروف إلى أنه من الضروري حاليا إرغام أطراف النزاع في سوريا على «إلقاء السلاح والجلوس إلى طاولة الحوار»، وليس «الحديث إلى ما لا نهاية عن رحيل الأسد بثمن الأرواح البشرية».

وكشف الوزير الروسي عن اتفاقه مع نظيرته الأميركية كلينتون خلال لقائهما الأخير في دبلن عن عقد لقاء مباحثات مكثفة على مستوى الخبراء لبحث مختلف جوانب المسألة شريطة الانطلاق في هذه المباحثات من اتفاقيات جنيف التي جرى التوصل إليها في نهاية يونيو الماضي ومن دون أي شروط مسبقة على غرار التمسك برحيل الأسد. وقال إن اللقاء بدأ أمس في جنيف ومن المقرر أن يستمر حتى اليوم (الاثنين).

وفي سياق متصل، كشف نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، عن أن الحكومة السورية تعهدت للجانب الروسي بعدم السماح بانتشار السلاح الكيماوي الذي تمتلكه. وقال باتروشيف «نحن نعلم بوجود السلاح الكيماوي لدى سوريا، ولكن الحكومة السورية تعهدت لنا بأنها لن تسمح بانتشاره».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق